غرفة الاجتماعات كانت صامتة. في أكتوبر 2008، نظر جاك دورسي حول الطاولة، متطلعاً إلى أعضاء مجلس إدارة تويتر، محاولاً العثور على حليف، لكن لم يكن هناك أي واحد.
إيفان ويليامز لم يرغب في النظر إليه. يتحدث المستثمرون المغامرون بنبرة حذرة عن "تحديات التشغيل" و"مشاكل الإدارة".
المنصة تنهار بشكل متكرر. الموظفون يشكون من أنه يغادر مبكرًا للذهاب إلى دروس اليوغا. فقد مجلس الإدارة الثقة فيه.
أعلن فريد ويلسون عن القرار: إنهم يريدون قيادة جديدة. سيتولى ويليامز منصب الرئيس التنفيذي. يمكن لدورسي أن يستمر كرئيس مجلس الإدارة، لكن سلطته في السيطرة اليومية على تويتر قد انتهت.
لم يجادل. في سن 31، لم يدير أبداً شركة بهذا الحجم، وكان الضغط خانقاً. ولكن عندما غادر هذا المبنى الذي يحمل إبداعاته، شعر بوخز. هذه المنصة جاءت من هوسه بالتواصل المجدول في فترة المراهقة. الآن، هذه الرؤية تعود للآخرين.
طرده من شركته التي أسسها، علمه دروسًا لم تتطرق إليها كليات الأعمال. بالنسبة لدورسي، كانت هذه مجرد البداية.
الحصول على وظيفة من خلال تقنيات الاختراق
نشأ جاك باتريك دوستي في عائلة من الطبقة العاملة الكاثوليكية في ولاية ميسوري. كان والده يصنع مطياف الكتلة، ووالدته تدير مقهى. عانى جاك في صغره من اضطراب في الكلام، وكان طيلة فترة طويلة محبوسًا في المنزل، حيث تعرف على الكمبيوتر وأنظمة الاتصالات.
كتب دوكسي برنامج جدولة. تستخدم شركات سيارات الأجرة في العالم الحقيقي كوده لتنسيق أسطولها وحل المشكلات العملية للأعمال الفعلية.
إن هوسه ليس مصادفة. لقد أدرك دوسي بالفعل الدور الهائل للتحديثات القصيرة والمتكررة في تنسيق الأنظمة المعقدة. لن يهدر المنسقون الطارئون الوقت، لأن التعبير الواضح يمكن أن ينقذ الأرواح. ماذا لو كانت نفس الكفاءة قادرة على تحسين التواصل اليومي؟
في مدرسة بيشوب دو بوير الثانوية، عمل كعارض أزياء بدوام جزئي. بعد المدرسة، كان يقوم باختراق الأنظمة، ليس من أجل التخريب، ولكن لفهم كيفية عملها.
حدثت عملية اختراق غيرت حياته في سن 16. قامت شركة خدمات إدارة الجدولة (Dispatch Management Services) بإنشاء موقع على الإنترنت، لكنها لم تدرج معلومات الاتصال. عندما اكتشف دو سي ثغرة أمنية، لم يستغلها، بل أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى رئيس الشركة يشرح فيه الثغرة وطريقة الإصلاح.
استخدم دوكسي هذه الفرصة لفتح حوار.
قرر الرئيس غريغ كيد (Greg Kidd) توظيفه خلال أسبوع. شاب من ولاية ميزوري يعمل الآن في شركة لوجستية في مانهاتن، حيث يتعلم كيف ينسق النقل والموارد في الوقت الحقيقي.
عندما كان في الرابعة عشر من عمره، تم استخدام برنامج الجدولة الذي كتبه بالفعل من قبل شركة سيارات الأجرة. وعندما كان في الثامنة عشر من عمره، ترك الدراسة في جامعة نيويورك قبل تخرجه بفصل دراسي واحد. لأنه كان لديه الكثير من الأفكار في ذهنه، لم يستطع تحمل انتظار وصول الشهادة.
ماذا لو كان بإمكان الناس إرسال تحديثات حالة قصيرة إلى أصدقائهم كما يقوم المنسقون بتحديث مواقعهم وأنشطتهم؟ ماذا لو كان بإمكانك معرفة الديناميكيات الحالية لكل شخص في الشبكة دون الحاجة إلى إجراء مكالمات أو كتابة رسائل طويلة؟
المنصة التي اجتاحت العالم
في عام 2000، انتقل دوشي إلى كاليفورنيا وأسس شركة تركز على جدولة السعاة وخدمات الطوارئ عبر الإنترنت. فشلت هذه البادرة. خلال السنوات الخمس التالية، واصل كبرمج حر تحسين أفكاره، في انتظار الوقت المناسب.
جاءت هذه اللحظة في عام 2006، عندما انضم إلى شركة البودكاست المتعثرة Odeo. خلال جلسة عصف ذهني، اقترح دوغلاس مفهوم تحديث حالته. وصفها بأنها منصة تجمع بين خصائص البث من المدونات وفورية المراسلة الفورية.
تعاون دوشي مع نوح غلاس (Noah Glass) وبيز ستون (Biz Stone) لإنشاء النموذج الأولي لتويتر في غضون أسبوعين. اسم "twttr" استلهم من تنسيق رمز الرسائل المكون من خمسة أحرف ، مستوحى من Flickr.
في 21 مارس 2006 في الساعة 9:50 مساءً، نشر دوّ سّي أول تغريدة له: "just setting up my twttr."
غيرت هذه الأحرف الأربعة والعشرون طريقة تواصل الملايين من الناس.
ظهر لحظة مميزة لتويتر في مهرجان جنوب غربي (South by Southwest) الموسيقي عام 2007. استخدم الحاضرون الخدمة لتنسيق الحفلات ومشاركة التحديثات في الوقت الحقيقي. خلال المهرجان، ارتفع عدد التغريدات اليومية من 20,000 تغريدة إلى 60,000 تغريدة. ثبتت صحة حدس دويسي في فترة المراهقة حول تحديثات الحالة.
لكن النجاح جلب له تحديات لم يكن مستعداً لمواجهتها. خلال فترة عمله كمدير تنفيذي من 2007 إلى 2008، كان دوستي يجد صعوبة في تلبية احتياجات تشغيل تويتر. كانت الخدمة تتعطل بشكل متكرر. كان الموظفون يشتكون من أسلوب إدارته. وقد وردت تقارير أنه كان يغادر العمل مبكراً لحضور دروس اليوغا ودروس تصميم الأزياء.
فقد مجلس الإدارة صبره.
جاء شهر أكتوبر 2008 كما لو كان يوم القيامة. لقد طردوه من إبداعه الخاص. تولى المؤسس المشارك إيفان ويليامز المسؤولية. احتفظ دوتسي بلقب رئيس مجلس الإدارة، لكن الجميع كانوا يعرفون الحقيقة. الشاب العبقري الذي ابتكر تويتر اعتُبر غير مناسب لإدارته.
هذا الدرس مؤلم، لكنه جعله يستفيق. يستطيع دو سي بناء منتجات يحبها الناس، لكنه لا يزال غير قادر على إنشاء منظمة قابلة للتوسع.
لم يتراجع، بل اختار التحول.
خسر رئيسه السابق جيم مكيلفي (Jim McKel)')) مؤخرًا صفقة فنية زجاجية بسبب عدم قدرته على قبول مدفوعات بطاقات الائتمان. يشعر الملايين من أصحاب الأعمال الصغيرة الذين لا يمكنهم الحصول على خدمات التجار مثل مكيلفي بإحباط شديد.
حلهم هو جهاز صغير مربع الشكل يُدخل في منفذ سماعة الهاتف الذكي. يمكن لأي شخص قبول مدفوعات بطاقات الائتمان في أي مكان. كلف أول قارئ بطاقات Square 10 دولارات فقط، مما حول كل هاتف إلى نظام نقطة بيع.
تجسد Square نفس الفلسفة التي تتبعها Twitter: إزالة العقبات، وت democratization الوصول. إذا كانت Twitter قد منحت الجميع منصة للبث، فإن Square تمنح كل رائد أعمال القدرة على معالجة المدفوعات التي كانت متاحة فقط للشركات الكبيرة.
أطلقت الشركة رسمياً في عام 2010.
هذه المرة، استخلص دو سي الدروس من تجربة تويتر. أنشأ نظام تشغيل أقوى، واستأجر مدراء ذوي خبرة، وركز على النمو المستدام بدلاً من الانتشار الفيروسي.
بحلول عام 2015، واجهت تويتر صعوبات تحت قيادة جديدة. تباطأ نمو المستخدمين، وتراجعت أسعار الأسهم. كانت المنافسة من أعداء مثل فيسبوك وإنستغرام تجذب المزيد من الانتباه.
تطلب مجلس الإدارة من دوشي العودة إلى منصب الرئيس التنفيذي، لكنهم قدموا شرطًا غير مسبوق: يجب عليه أن يستمر في منصب الرئيس التنفيذي لشركة سكوير. وقد تساءل النقاد عما إذا كان بإمكان أي شخص إدارة شركتين كبيرتين مدرجتين في البورصة بشكل فعال في نفس الوقت.
لديه مكاتب في شركتين، وينظم جدول أعماله اليومي بدقة إلى الدقائق، معتمدًا على فريق القيادة لتقديم التوجيه الاستراتيجي.
هذا الترتيب كان ناجحًا. استقرت تويتر، وواصلت سكوائر النمو، وطرحت أسهمها في نوفمبر 2015. استفادت الشركتان من حدة تصميم دوكسي وقدرته على تبسيط الأمور والبحث عن حلول بسيطة.
تعلم الرئيس التنفيذي الذي تم فصله كيف يصبح قائدًا.
بناء عملة المستقبل
خلال إعادة بناء مسيرته المهنية، اكتشف دوكسي البيتكوين. تعكس هذه العملة المشفرة المبادئ التي تعلمها في نظام الجدولة: اللامركزية، الاتصال من نظير إلى نظير، وإزالة الوسطاء.
"لقد غيرت البيتكوين كل شيء،" أعلن في عام 2018. إذا لم يكن يدير تويتر وسكوير، لكان سيتفرغ بالكامل للبيتكوين.
لم يكن راضيًا عن مجرد الدعم اللفظي. في عام 2020، استثمرت شركة Square 50 مليون دولار في شراء البيتكوين، ثم أضافت 170 مليون دولار أخرى. من خلال تطبيق Cash الخاص بشركة Square، مكن ملايين الأشخاص الذين لم يمتلكوا العملات المشفرة من الوصول إلى البيتكوين.
أسس دو سي أيضًا Spiral، وهي قسم يمول تطوير بيتكوين مفتوح المصدر. على عكس معظم مشاريع التشفير التي تهدف إلى الربح، فإن مهمة Spiral هي الإيثار: تحسين بنية بيتكوين التحتية للجميع.
لكن في فترة توليه الثانية كرئيس تنفيذي لتويتر، أصبحت الرقابة على المنصة أكثر صرامة. كشفت انتخابات 2016 كيف استخدمت القوى الأجنبية تويتر لنشر المعلومات المضللة. أصبحت جلسات الاستماع في الكونغرس ومقاطعة المعلنين أمراً شائعاً.
بعد انتخابات 2020، بلغت التحديات ذروتها. بدأت تويتر بوضع علامات على التغريدات المثيرة للجدل، وفي النهاية، بعد أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير، علقت الحسابات البارزة بما في ذلك حساب الرئيس ترامب.
دافع دوكسي عن هذه القرارات، معتقدًا أنها ضرورية، لكنه اعترف أيضًا بتأثيرها. "أعتقد أن هذا هو القرار الصحيح لتويتر،" كتب عندما تحدث عن حظر حساب ترامب. "لكنني أعتقد أنه من المهم أن ننظر في التأثير الأوسع لهذا الإجراء على الحوار العام العالمي."
كانت هذه التجربة تعزز إيمانه المتزايد: تمتلك المنصات المركزية سلطة كبيرة. بدأ في تمويل أبحاث البدائل اللامركزية، بما في ذلك مشروع Bluesky المدعوم من تويتر، لتطوير بروتوكول وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة.
في 29 نوفمبر 2021، استقال دوستي من منصبه كمدير تنفيذي لتويتر للمرة الثانية. تشرح رسالة استقالته السبب: "قررت مغادرة تويتر لأنني أعتقد أن الشركة أصبحت جاهزة للتخلي عن مؤسسها."
على عكس المغادرة الأولى، كانت هذه الخروج طوعيًا ومخططًا له. لقد أعد خلفه، المدير الفني باراغ أغراوال، ويعتقد أن تويتر يحتاج إلى قيادة خالية من أعباء عصر المؤسس.
بعد أقل من عام، استحوذ إيلون ماسك على تويتر بمبلغ 44 مليار دولار، وبدأ في تنفيذ رؤيته الخاصة. احتفظ دوكسي بنسبة 2.4% من الأسهم، لكنه نادراً ما أدلى بتعليقات علنية حول هذه التغييرات.
بعد مغادرته تويتر، أصبح دوكسي مبشرًا للامركزية. تبرع بـ 14 بيتكوين لدعم Nostr، وهو بروتوكول شبكة اجتماعية لامركزية لا يحتاج إلى خوادم مركزية أو سيطرة من الشركات.
في Block، استثمر بشكل مضاعف في مشروع البيتكوين. طورت الشركة شرائح تعدين البيتكوين بحجم 3 نانومتر، وأطلقت Bitkey، وهي محفظة ذاتية الاستضافة مصممة للمستخدمين الرئيسيين. يتميز جهاز التعدين الخاص بـ Block بتصميمه القابل للتعديل، ومن المتوقع أن تبلغ فترة استخدامه عشر سنوات، بدلاً من 3 إلى 5 سنوات، وهو المعيار المعتمد في الصناعة.
اليوم، يقف دوجي عند تقاطع التكنولوجيا والأيديولوجيا. من خلال Block، يقوم ببناء بنية تحتية مالية لعالم ما بعد البنوك التقليدية. من خلال دعم البيتكوين وتمويل Nostr، يدفع بدائل للمنصات الحالية على الإنترنت.
يمر عبر ذلك إيمانه بأن الأفراد يجب أن يتحكموا في حياتهم المالية والرقمية. أزال البيتكوين الاعتماد على البنوك والحكومة. أزال Nostr الاعتماد على شركات المنصات. أزال المحفظة الذاتية الاعتماد على البورصات.
هذه كلها تعبيرات عن الفلسفة السياسية التي تركز على السيادة الفردية بدلاً من السيطرة المؤسسية.
لا يزال دوكسي يركز على المستقبل، تمامًا كما كان يحلم بخرائط المدن في الوقت الحقيقي. تعكس مشاريعه الحالية ما يعتبره أهم بنية تحتية للإنترنت لا تزال قيد الإنشاء.
أثر جهاز المسح الشرطي الذي ألهمه في البداية على تفكيره في التواصل. أفضل المعلومات هي تلك التي تكون موجزة وواضحة وقابلة للتنفيذ.
إنها تخبرك بمكان شخص ما وأين سيذهب.
كل شيء آخر هو ضوضاء.
إن إنجازات دوجي لا تقتصر على تويتر أو بلوك. لقد أظهر أنه يمكن تبسيط الأنظمة المعقدة دون فقدان الوظائف.
لا يزال الماسح الضوئي يصدر أصواتاً. لا يزال يستمع. لا يزال يبني خريطة لكل ما يحدث في الوقت الفعلي.
انتهى تقديم جاك دورسي هنا. نراكم في المقالة القادمة.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
جاك دورسي: الشخص الذي أعاد تشكيل التواصل العالمي
المؤلف: ثيجاسويني إم أي
ترجمة: بلوك يونيكورن
مقدمة
غرفة الاجتماعات كانت صامتة. في أكتوبر 2008، نظر جاك دورسي حول الطاولة، متطلعاً إلى أعضاء مجلس إدارة تويتر، محاولاً العثور على حليف، لكن لم يكن هناك أي واحد.
إيفان ويليامز لم يرغب في النظر إليه. يتحدث المستثمرون المغامرون بنبرة حذرة عن "تحديات التشغيل" و"مشاكل الإدارة".
المنصة تنهار بشكل متكرر. الموظفون يشكون من أنه يغادر مبكرًا للذهاب إلى دروس اليوغا. فقد مجلس الإدارة الثقة فيه.
أعلن فريد ويلسون عن القرار: إنهم يريدون قيادة جديدة. سيتولى ويليامز منصب الرئيس التنفيذي. يمكن لدورسي أن يستمر كرئيس مجلس الإدارة، لكن سلطته في السيطرة اليومية على تويتر قد انتهت.
لم يجادل. في سن 31، لم يدير أبداً شركة بهذا الحجم، وكان الضغط خانقاً. ولكن عندما غادر هذا المبنى الذي يحمل إبداعاته، شعر بوخز. هذه المنصة جاءت من هوسه بالتواصل المجدول في فترة المراهقة. الآن، هذه الرؤية تعود للآخرين.
طرده من شركته التي أسسها، علمه دروسًا لم تتطرق إليها كليات الأعمال. بالنسبة لدورسي، كانت هذه مجرد البداية.
الحصول على وظيفة من خلال تقنيات الاختراق
نشأ جاك باتريك دوستي في عائلة من الطبقة العاملة الكاثوليكية في ولاية ميسوري. كان والده يصنع مطياف الكتلة، ووالدته تدير مقهى. عانى جاك في صغره من اضطراب في الكلام، وكان طيلة فترة طويلة محبوسًا في المنزل، حيث تعرف على الكمبيوتر وأنظمة الاتصالات.
كتب دوكسي برنامج جدولة. تستخدم شركات سيارات الأجرة في العالم الحقيقي كوده لتنسيق أسطولها وحل المشكلات العملية للأعمال الفعلية.
إن هوسه ليس مصادفة. لقد أدرك دوسي بالفعل الدور الهائل للتحديثات القصيرة والمتكررة في تنسيق الأنظمة المعقدة. لن يهدر المنسقون الطارئون الوقت، لأن التعبير الواضح يمكن أن ينقذ الأرواح. ماذا لو كانت نفس الكفاءة قادرة على تحسين التواصل اليومي؟
في مدرسة بيشوب دو بوير الثانوية، عمل كعارض أزياء بدوام جزئي. بعد المدرسة، كان يقوم باختراق الأنظمة، ليس من أجل التخريب، ولكن لفهم كيفية عملها.
حدثت عملية اختراق غيرت حياته في سن 16. قامت شركة خدمات إدارة الجدولة (Dispatch Management Services) بإنشاء موقع على الإنترنت، لكنها لم تدرج معلومات الاتصال. عندما اكتشف دو سي ثغرة أمنية، لم يستغلها، بل أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى رئيس الشركة يشرح فيه الثغرة وطريقة الإصلاح.
استخدم دوكسي هذه الفرصة لفتح حوار.
قرر الرئيس غريغ كيد (Greg Kidd) توظيفه خلال أسبوع. شاب من ولاية ميزوري يعمل الآن في شركة لوجستية في مانهاتن، حيث يتعلم كيف ينسق النقل والموارد في الوقت الحقيقي.
عندما كان في الرابعة عشر من عمره، تم استخدام برنامج الجدولة الذي كتبه بالفعل من قبل شركة سيارات الأجرة. وعندما كان في الثامنة عشر من عمره، ترك الدراسة في جامعة نيويورك قبل تخرجه بفصل دراسي واحد. لأنه كان لديه الكثير من الأفكار في ذهنه، لم يستطع تحمل انتظار وصول الشهادة.
ماذا لو كان بإمكان الناس إرسال تحديثات حالة قصيرة إلى أصدقائهم كما يقوم المنسقون بتحديث مواقعهم وأنشطتهم؟ ماذا لو كان بإمكانك معرفة الديناميكيات الحالية لكل شخص في الشبكة دون الحاجة إلى إجراء مكالمات أو كتابة رسائل طويلة؟
المنصة التي اجتاحت العالم
في عام 2000، انتقل دوشي إلى كاليفورنيا وأسس شركة تركز على جدولة السعاة وخدمات الطوارئ عبر الإنترنت. فشلت هذه البادرة. خلال السنوات الخمس التالية، واصل كبرمج حر تحسين أفكاره، في انتظار الوقت المناسب.
جاءت هذه اللحظة في عام 2006، عندما انضم إلى شركة البودكاست المتعثرة Odeo. خلال جلسة عصف ذهني، اقترح دوغلاس مفهوم تحديث حالته. وصفها بأنها منصة تجمع بين خصائص البث من المدونات وفورية المراسلة الفورية.
تعاون دوشي مع نوح غلاس (Noah Glass) وبيز ستون (Biz Stone) لإنشاء النموذج الأولي لتويتر في غضون أسبوعين. اسم "twttr" استلهم من تنسيق رمز الرسائل المكون من خمسة أحرف ، مستوحى من Flickr.
في 21 مارس 2006 في الساعة 9:50 مساءً، نشر دوّ سّي أول تغريدة له: "just setting up my twttr."
غيرت هذه الأحرف الأربعة والعشرون طريقة تواصل الملايين من الناس.
ظهر لحظة مميزة لتويتر في مهرجان جنوب غربي (South by Southwest) الموسيقي عام 2007. استخدم الحاضرون الخدمة لتنسيق الحفلات ومشاركة التحديثات في الوقت الحقيقي. خلال المهرجان، ارتفع عدد التغريدات اليومية من 20,000 تغريدة إلى 60,000 تغريدة. ثبتت صحة حدس دويسي في فترة المراهقة حول تحديثات الحالة.
لكن النجاح جلب له تحديات لم يكن مستعداً لمواجهتها. خلال فترة عمله كمدير تنفيذي من 2007 إلى 2008، كان دوستي يجد صعوبة في تلبية احتياجات تشغيل تويتر. كانت الخدمة تتعطل بشكل متكرر. كان الموظفون يشتكون من أسلوب إدارته. وقد وردت تقارير أنه كان يغادر العمل مبكراً لحضور دروس اليوغا ودروس تصميم الأزياء.
فقد مجلس الإدارة صبره.
جاء شهر أكتوبر 2008 كما لو كان يوم القيامة. لقد طردوه من إبداعه الخاص. تولى المؤسس المشارك إيفان ويليامز المسؤولية. احتفظ دوتسي بلقب رئيس مجلس الإدارة، لكن الجميع كانوا يعرفون الحقيقة. الشاب العبقري الذي ابتكر تويتر اعتُبر غير مناسب لإدارته.
هذا الدرس مؤلم، لكنه جعله يستفيق. يستطيع دو سي بناء منتجات يحبها الناس، لكنه لا يزال غير قادر على إنشاء منظمة قابلة للتوسع.
لم يتراجع، بل اختار التحول.
خسر رئيسه السابق جيم مكيلفي (Jim McKel)')) مؤخرًا صفقة فنية زجاجية بسبب عدم قدرته على قبول مدفوعات بطاقات الائتمان. يشعر الملايين من أصحاب الأعمال الصغيرة الذين لا يمكنهم الحصول على خدمات التجار مثل مكيلفي بإحباط شديد.
حلهم هو جهاز صغير مربع الشكل يُدخل في منفذ سماعة الهاتف الذكي. يمكن لأي شخص قبول مدفوعات بطاقات الائتمان في أي مكان. كلف أول قارئ بطاقات Square 10 دولارات فقط، مما حول كل هاتف إلى نظام نقطة بيع.
تجسد Square نفس الفلسفة التي تتبعها Twitter: إزالة العقبات، وت democratization الوصول. إذا كانت Twitter قد منحت الجميع منصة للبث، فإن Square تمنح كل رائد أعمال القدرة على معالجة المدفوعات التي كانت متاحة فقط للشركات الكبيرة.
أطلقت الشركة رسمياً في عام 2010.
هذه المرة، استخلص دو سي الدروس من تجربة تويتر. أنشأ نظام تشغيل أقوى، واستأجر مدراء ذوي خبرة، وركز على النمو المستدام بدلاً من الانتشار الفيروسي.
بحلول عام 2015، واجهت تويتر صعوبات تحت قيادة جديدة. تباطأ نمو المستخدمين، وتراجعت أسعار الأسهم. كانت المنافسة من أعداء مثل فيسبوك وإنستغرام تجذب المزيد من الانتباه.
تطلب مجلس الإدارة من دوشي العودة إلى منصب الرئيس التنفيذي، لكنهم قدموا شرطًا غير مسبوق: يجب عليه أن يستمر في منصب الرئيس التنفيذي لشركة سكوير. وقد تساءل النقاد عما إذا كان بإمكان أي شخص إدارة شركتين كبيرتين مدرجتين في البورصة بشكل فعال في نفس الوقت.
لديه مكاتب في شركتين، وينظم جدول أعماله اليومي بدقة إلى الدقائق، معتمدًا على فريق القيادة لتقديم التوجيه الاستراتيجي.
هذا الترتيب كان ناجحًا. استقرت تويتر، وواصلت سكوائر النمو، وطرحت أسهمها في نوفمبر 2015. استفادت الشركتان من حدة تصميم دوكسي وقدرته على تبسيط الأمور والبحث عن حلول بسيطة.
تعلم الرئيس التنفيذي الذي تم فصله كيف يصبح قائدًا.
بناء عملة المستقبل
خلال إعادة بناء مسيرته المهنية، اكتشف دوكسي البيتكوين. تعكس هذه العملة المشفرة المبادئ التي تعلمها في نظام الجدولة: اللامركزية، الاتصال من نظير إلى نظير، وإزالة الوسطاء.
"لقد غيرت البيتكوين كل شيء،" أعلن في عام 2018. إذا لم يكن يدير تويتر وسكوير، لكان سيتفرغ بالكامل للبيتكوين.
لم يكن راضيًا عن مجرد الدعم اللفظي. في عام 2020، استثمرت شركة Square 50 مليون دولار في شراء البيتكوين، ثم أضافت 170 مليون دولار أخرى. من خلال تطبيق Cash الخاص بشركة Square، مكن ملايين الأشخاص الذين لم يمتلكوا العملات المشفرة من الوصول إلى البيتكوين.
أسس دو سي أيضًا Spiral، وهي قسم يمول تطوير بيتكوين مفتوح المصدر. على عكس معظم مشاريع التشفير التي تهدف إلى الربح، فإن مهمة Spiral هي الإيثار: تحسين بنية بيتكوين التحتية للجميع.
لكن في فترة توليه الثانية كرئيس تنفيذي لتويتر، أصبحت الرقابة على المنصة أكثر صرامة. كشفت انتخابات 2016 كيف استخدمت القوى الأجنبية تويتر لنشر المعلومات المضللة. أصبحت جلسات الاستماع في الكونغرس ومقاطعة المعلنين أمراً شائعاً.
بعد انتخابات 2020، بلغت التحديات ذروتها. بدأت تويتر بوضع علامات على التغريدات المثيرة للجدل، وفي النهاية، بعد أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير، علقت الحسابات البارزة بما في ذلك حساب الرئيس ترامب.
دافع دوكسي عن هذه القرارات، معتقدًا أنها ضرورية، لكنه اعترف أيضًا بتأثيرها. "أعتقد أن هذا هو القرار الصحيح لتويتر،" كتب عندما تحدث عن حظر حساب ترامب. "لكنني أعتقد أنه من المهم أن ننظر في التأثير الأوسع لهذا الإجراء على الحوار العام العالمي."
كانت هذه التجربة تعزز إيمانه المتزايد: تمتلك المنصات المركزية سلطة كبيرة. بدأ في تمويل أبحاث البدائل اللامركزية، بما في ذلك مشروع Bluesky المدعوم من تويتر، لتطوير بروتوكول وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة.
في 29 نوفمبر 2021، استقال دوستي من منصبه كمدير تنفيذي لتويتر للمرة الثانية. تشرح رسالة استقالته السبب: "قررت مغادرة تويتر لأنني أعتقد أن الشركة أصبحت جاهزة للتخلي عن مؤسسها."
على عكس المغادرة الأولى، كانت هذه الخروج طوعيًا ومخططًا له. لقد أعد خلفه، المدير الفني باراغ أغراوال، ويعتقد أن تويتر يحتاج إلى قيادة خالية من أعباء عصر المؤسس.
بعد أقل من عام، استحوذ إيلون ماسك على تويتر بمبلغ 44 مليار دولار، وبدأ في تنفيذ رؤيته الخاصة. احتفظ دوكسي بنسبة 2.4% من الأسهم، لكنه نادراً ما أدلى بتعليقات علنية حول هذه التغييرات.
بعد مغادرته تويتر، أصبح دوكسي مبشرًا للامركزية. تبرع بـ 14 بيتكوين لدعم Nostr، وهو بروتوكول شبكة اجتماعية لامركزية لا يحتاج إلى خوادم مركزية أو سيطرة من الشركات.
في Block، استثمر بشكل مضاعف في مشروع البيتكوين. طورت الشركة شرائح تعدين البيتكوين بحجم 3 نانومتر، وأطلقت Bitkey، وهي محفظة ذاتية الاستضافة مصممة للمستخدمين الرئيسيين. يتميز جهاز التعدين الخاص بـ Block بتصميمه القابل للتعديل، ومن المتوقع أن تبلغ فترة استخدامه عشر سنوات، بدلاً من 3 إلى 5 سنوات، وهو المعيار المعتمد في الصناعة.
اليوم، يقف دوجي عند تقاطع التكنولوجيا والأيديولوجيا. من خلال Block، يقوم ببناء بنية تحتية مالية لعالم ما بعد البنوك التقليدية. من خلال دعم البيتكوين وتمويل Nostr، يدفع بدائل للمنصات الحالية على الإنترنت.
يمر عبر ذلك إيمانه بأن الأفراد يجب أن يتحكموا في حياتهم المالية والرقمية. أزال البيتكوين الاعتماد على البنوك والحكومة. أزال Nostr الاعتماد على شركات المنصات. أزال المحفظة الذاتية الاعتماد على البورصات.
هذه كلها تعبيرات عن الفلسفة السياسية التي تركز على السيادة الفردية بدلاً من السيطرة المؤسسية.
لا يزال دوكسي يركز على المستقبل، تمامًا كما كان يحلم بخرائط المدن في الوقت الحقيقي. تعكس مشاريعه الحالية ما يعتبره أهم بنية تحتية للإنترنت لا تزال قيد الإنشاء.
أثر جهاز المسح الشرطي الذي ألهمه في البداية على تفكيره في التواصل. أفضل المعلومات هي تلك التي تكون موجزة وواضحة وقابلة للتنفيذ.
إنها تخبرك بمكان شخص ما وأين سيذهب.
كل شيء آخر هو ضوضاء.
إن إنجازات دوجي لا تقتصر على تويتر أو بلوك. لقد أظهر أنه يمكن تبسيط الأنظمة المعقدة دون فقدان الوظائف.
لا يزال الماسح الضوئي يصدر أصواتاً. لا يزال يستمع. لا يزال يبني خريطة لكل ما يحدث في الوقت الفعلي.
انتهى تقديم جاك دورسي هنا. نراكم في المقالة القادمة.