مؤخراً، سجلت القيمة السوقية لUSDT رقماً قياسياً جديداً، متجاوزةً 170 مليار دولار، حيث وصلت إلى 170,085,261,371 دولار. هذا الرقم لا يقتصر فقط على تحطيم الرقم القياسي التاريخي، بل يعزز أيضاً من مكانة USDT الرائدة في سوق العملات المستقرة العالمية.

حالياً، يمثل USDT حوالي 62% من حصة سوق العملات المستقرة، حيث تتجاوز حجمه بكثير إجمالي أحجام العملات المستقرة الأخرى. في الوقت نفسه، بلغ حجم التداول على USDT خلال 24 ساعة 1027 مليار دولار، مما يبرز الطلب القوي على السوق والسيولة العالية.

إن الزيادة المستمرة في القيمة السوقية لــ USDT ليست صدفة، بل هي نتيجة لتفاعل عدة عوامل. أولاً، الطلب القوي في الأسواق الناشئة هو قوة دافعة مهمة لنمو USDT. في دول ومناطق مثل الأرجنتين وتركيا وأفريقيا، التي تواجه تضخمًا مرتفعًا أو انخفاضًا في قيمة العملة المحلية، أصبح USDT "الدولار الرقمي" الذي يستخدمه الكثيرون للحفاظ على القيمة والدفع وحتى الادخار. حاليًا، تجاوز عدد مستخدمي USDT 400 مليون، ولا يزال ينمو بمعدل ملايين من المحافظ الجديدة كل ربع سنة. ومن الجدير بالذكر أنه في الأرجنتين، بدأت بعض السوبرماركت حتى باستخدام USDT للتسويات مباشرة.

ثانياً، توفر نموذج الربح الفريد لشركة Tether المعروف بـ «صناعة العملات لشراء الديون» دعماً قوياً لتطور USDT. بعد أن يقوم المستخدم بإيداع الدولارات الأمريكية، تصدر Tether ما يعادلها من USDT، وتستخدم الدولارات التي تم الحصول عليها بشكل رئيسي لشراء الأصول مثل سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل لتحقيق الأرباح. في ظل بيئة الفوائد المرتفعة الحالية، يبرز هذا النموذج بشكل أكبر. في عام 2024، تجاوز صافي أرباح Tether 13 مليار دولار، كما أن حجم سندات الخزانة الأمريكية التي تحتفظ بها تجاوز 120 مليار دولار، مما وصل إلى مستويات احتياطي بعض الدول الرئيسية.

إن النمو المستمر لـ USDT لا يعكس فقط ازدهار سوق العملات المشفرة، بل يبرز أيضًا الدور المتزايد للعملات المستقرة في النظام المالي العالمي. مع تعمق الاتجاه الرقمي، قد تلعب USDT دورًا أكبر في مجالات مثل المدفوعات عبر الحدود والتمويل الشامل. ومع ذلك، يجب علينا أيضًا أن نكون واعين للمخاطر التنظيمية المحتملة وتأثيرها على النظام المالي التقليدي، لضمان تطورها الصحي على المدى الطويل.