شهدت سوق الأصول الرقمية في الآونة الأخيرة زخمًا مثيرًا للاهتمام، حيث قادت بيتكوين وإثيريوم الارتفاع، وارتفعت بشكل قوي على مدى خمسة أيام تداول متتالية، مما جعل الناس يتذكرون مجد السوق الصاعدة في الماضي. إن وراء هذا الزخم، فإن الشراء المستقر من ETF الفوري في الولايات المتحدة وزيادة المركز المستمرة من قبل المستثمرين المؤسسات مثل مايكروستراتيجي كانت بلا شك عوامل مساعدة.

قبل أسبوع فقط، كانت السوق مليئة بمشاعر الذعر من احتمال أن ينخفض بيتكوين إلى أقل من مئة ألف، بينما يبدو أن هذه التوقعات المتشائمة قد أصبحت شيئاً من الماضي. على العكس، ما نراه هو أن المؤسسات والمستثمرين الكبار الذين اقتنصوا الفرصة عند النقاط المنخفضة يجنون عوائد كبيرة، بينما هناك أيضاً العديد من المستثمرين الأفراد الذين غادروا السوق في حالة من الذعر ويشعرون بالندم الشديد.

ومع ذلك، فإن اتجاه السوق ليس دائمًا سلسًا. في الساعة الثانية من صباح الخميس المقبل، ستصدر الاحتياطي الفيدرالي قرارًا جديدًا بشأن أسعار الفائدة، ومن المتوقع أن يكون تخفيض بمقدار 25 نقطة أساس قد تم استيعابه بالكامل من قبل السوق. ما يستحق المتابعة حقًا هو الرسم البياني لنقاط الفائدة الذي سيتم نشره لاحقًا، حيث سيوضح لنا اتجاه السياسة النقدية المستقبلية. لا يزال هناك العديد من حالات عدم اليقين في السوق قبل انتهاء ولاية رئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي.

لذا، يُعتقد بشكل عام أن سوق الأصول الرقمية قد يمر بجولة من التعديل قبل وبعد خفض أسعار الفائدة. بالنسبة للمقولة السوقية "اشترِ التوقعات، وبِع الحقائق"، يمكننا تصور الحالات التالية:

أولاً، قد يبدأ السوق في التصحيح قبل خفض أسعار الفائدة. في هذه الحالة، قد تكون وول ستريت قد تأكدت بالفعل من أن حجم خفض الفائدة سيتوافق أو سيتجاوز التوقعات، وأن هناك احتمالاً لخفض أسعار الفائدة مرتين على الأقل هذا العام. إذا كان هذا صحيحًا، فمن المتوقع أن يتوقف السوق عن الانخفاض ويتعافى بعد قرار أسعار الفائدة، وأن يصل إلى مستويات قياسية جديدة بدعم من التوقعات المستمرة لخفض أسعار الفائدة.

ثانياً، قد نرى حركة "بيع الأخبار" النموذجية. حتى لو كانت تخفيضات الفائدة تتماشى مع أو تتجاوز التوقعات، ولكن إذا كانت آفاق التضخم غير واضحة مما يؤدي إلى عدم ثقة السوق في تخفيضات الفائدة الإضافية قبل نهاية العام، فإن الخبر الجيد قد ينتهي، مما قد يؤدي إلى عمليات جني الأرباح التي قد تسبب تقلبات حادة على المدى القصير.

بغض النظر عن ذلك، في هذا البيئة السوقية المليئة بالفرص والتحديات، يحتاج المستثمرون إلى الحفاظ على عقل واضح، والتركيز عن كثب على المؤشرات الاقتصادية المختلفة والاتجاهات السياسية، وإدارة المخاطر بشكل جيد، حتى يتمكنوا من اغتنام الفرص وسط التقلبات.