بصفتي مستثمرًا خاض في الأسواق المالية لمدة 17 عامًا، أدرك تمامًا تعقيد هذا المجال. على الرغم من أنني لا أستطيع أن أقول إنني من بين الأفضل، فإن الحفاظ على ربح أساسي في هذا السوق المتغير بسرعة يعد أمرًا صعبًا.

على مر السنين، شهدت العديد من ما يسمى بـ "الخبراء" يرتفعون ثم يسقطون. هذا جعلني أدرك بعمق أنه لا يوجد أي سر سحري أو سلاح سري في السوق. تمامًا كما لا توجد آلة دائمة الحركة في الفيزياء، لا يوجد ما يسمى بـ "الكأس المقدسة" في عالم التداول. أولئك الذين يمكنهم البقاء في السوق على المدى الطويل هم التجار الذين جمعوا خبرات غنية، ولديهم فهم صحيح ويمكنهم الاستمرار في التنفيذ.

عند مراجعة مسيرة التداول على مر السنين، أدركت أن أكثر ما يؤلم ليس خسارة المال، بل العلم بمصدر المشكلة وعدم القدرة على التحكم في سلوكي. فيما يلي بعض الأنواع النموذجية من الألم التي لاحظتها:

أولاً، هناك الندم الناتج عن عدم الاستفادة من الفرصة. عندما تشاهد بعيونك فرصة ربح تفوتك، فإن ذلك الألم الجسدي الحقيقي موجود بالفعل. تشير بعض الدراسات إلى أن المناطق في الدماغ التي يتم تنشيطها بسبب الفوات تتشابه مع تلك التي تنشط عند الإصابة الجسدية. والأسوأ من ذلك، أن هذا الألم غالبًا ما يؤدي إلى سلوك انتقامي يتمثل في الشراء بشكل متهور.

ثانياً هو تأثير وقف الخسارة المستمر. وقف الخسارة المتكرر لا يؤدي فقط إلى تقليص الحساب، بل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على احترام المتداول لذاته. العديد من المبتدئين بعد تكرار وقف الخسارة يقعوا في حلقة مفرغة: يشككون في نظام التداول، يقللون من مستوى وقف الخسارة، وفي النهاية تنهار أمام تقلبات السوق، بل ويستسلمون تماماً لاستراتيجية وقف الخسارة. هذه المعاناة تنبع من معادلة وقف الخسارة بالفشل، دون الإدراك أنها تكلفة لا مفر منها في لعبة الاحتمالات.

أخيرًا، هناك معضلة صعبة عند إغلاق الصفقة. الإغلاق المبكر قد يؤدي إلى الندم بسبب الأرباح القليلة، بينما الإغلاق المتأخر قد يؤدي إلى الشعور بالذنب بسبب فقدان الأرباح. تعكس هذه التوترات خيال المتداولين غير الواقعي في محاولة التوقيت المثالي في السوق.

بشكل عام، ليست استثمارات التداول غامضة وصعبة الفهم، بل المفتاح هو كيفية التغلب على هذه الحواجز النفسية والحفاظ على العقلانية والانضباط. فقط من خلال مواجهة هذه الآلام والتغلب عليها يمكن أن نكون في وضع غير قابل للهزيمة في السوق.