الاستثمار في الديمقراطية: ستحدد استفتاءات الطاقة النووية الثلاثة في عام 2025 مستقبل الطاقة في تايوان

نظام الاستفتاءات في تايوان كان بالنسبة لي دائمًا مثل لعبة، لكن القواعد دائمًا ما تتغير. الاستفتاء بشأن "إعادة تشغيل النووي 3" الذي سيأتي في 23 أغسطس 2025 قد يصبح أهم تصويت لنا بشأن سياسة الطاقة.

بصراحة، أشعر بخيبة أمل قليلاً تجاه الاستفتاء. هل تتذكر استفتاء عام 2018؟ تم تمرير الاستفتاء "الاعتماد على الطاقة النووية لدعم الطاقة الخضراء"، وماذا كانت النتيجة؟ الحكومة غيرت موقفها واستمرت في دفع سياسة "عدم الاعتماد على الطاقة النووية" وكأن الأمر لا يعنيها. في استفتاء الطاقة النووية الثالث، أشك حقًا في أنه حتى لو تم تمريره، هل ستجد الحكومة الحاكمة أسبابًا للتأجيل مرة أخرى أو ستتجاهل الأمر تمامًا.

تنتهي رخصة محطة الطاقة النووية الثالثة في مايو 2025، ونظرًا لكفاءة الحكومة الإدارية، حتى إذا تمت الموافقة على الاستفتاء، هل يمكن معالجة تمديد الخدمة في الوقت المناسب؟ أعتقد أن هؤلاء البيروقراطيين سيقولون بالتأكيد "مشاكل إجرائية" و"فترة تقييم" وغيرها من الكلام الفارغ، ثم سيستمرون في حرق الأموال والرئة باستخدام الطاقة الحرارية.

كلما رأيت مداخن محطة توليد الطاقة الحرارية وهي مغطاة بالدخان الرمادي، أشعر بالغضب. لماذا نحتاج إلى الاعتماد على الفحم والغاز في ظل وجود الطاقة النووية؟ أليس هذا يتعارض مع الاتجاه العالمي لتقليل الكربون؟ ناهيك عن زيادة أسعار الكهرباء ومخاطر نقص الطاقة.

لننظر مرة أخرى إلى مواقف الأحزاب السياسية، لا زالت المواجهة بين الحزبين الأزرق والأخضر قائمة. الحزب القومي يؤيد المفاعل النووي الرابع، ويعارض لحم الخنزير الأمريكي، بينما الحزب الديمقراطي التقدمي يأتي بعكس ذلك. حزب الشعب يتظاهر بأنه وسطي، لكنه يعارض المفاعل النووي الرابع ويدافع عن الشعاب المرجانية، والحسابات السياسية واضحة جداً. حزب القوة الجديدة يعارض المفاعل النووي الرابع لكنه يؤيد استفتاء مرتبط بالانتخابات، وهذه المنطق لا أفهمها أيضاً.

إن عتبة الاستفتاء على المفاعل النووي الثالث هي أيضاً مشكلة. كان ينص قانون الاستفتاء السابق على أن نسبة المشاركة يجب أن تتجاوز نصف إجمالي أصحاب حق التصويت حتى تُعتبر النتائج سارية. بعد تعديل القانون في عام 2018، تم تخفيض العتبة، وفي عام 2019، تم فصل الاستفتاء عن الانتخابات العامة، مما يعطي انطباعاً بعدم رغبتهم في أن يتولى الناس السيطرة الفعلية.

في النهاية، إعادة تشغيل المفاعل النووي الثالث ليست مسألة تقنية، بل هي مسألة سياسية. لقد تم اختطاف سياسة الطاقة في تايوان لفترة طويلة من قبل الأيديولوجيا، وآمل أن يتمكن الناس هذه المرة من تقرير مستقبل طاقاتهم من خلال بطاقات الاقتراع، بدلاً من أن يتم خداعهم مرة أخرى من قبل السياسيين.

سأذهب بالتأكيد للتصويت، بغض النظر عن النتيجة، على الأقل حاولت. إذا كنت تهتم أيضًا بسياسة الطاقة في تايوان، فلا تبقى صامتًا كالأغلبية، في يوم الاستفتاء، اخرج وعبّر عن صوتك من أجل مستقبلك!