نُبهت في منتصف الليل عندما أيقظني اهتزاز الهاتف، وعند فتح العين رأيت شاشة التداول ملونة باللون الأحمر — جميع العملات الرئيسية تتصاعد بشكل جماعي. انطلقت إشعارات الأخبار، وأرسل العديد من الأشخاص رموز تعبيرية نادمة تقول "ما دخلت السوق مرة أخرى".

بعد سنوات طويلة من مراقبة السوق، لقد شاهدت مثل هذه الارتفاعات العنيفة أكثر من عشر مرات. بصراحة، ليست مسألة علم غيب أو حظ عظيم، فهناك دائمًا أدلة على تدفق الأموال وراء هذه التحركات. اليوم، سأفصل هذه الأفكار وأشرحها بشكل مفصل، حتى تتمكن من التعرف على المؤشرات قبل أن تبدأ الحركة القادمة.

**لنبدأ بما يحدث في سوق الدولار الأمريكي**

جذور هذه الحركة تعود إلى سيولة الدولار. الأسبوع الماضي، انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له مؤقتًا، وكان السبب المباشر هو ضعف بيانات التوظيف الأمريكية — حيث جاءت بيانات الوظائف غير الزراعية أقل من المتوقع، وأعلنت قطاعات التكنولوجيا والصناعة عن تسريحات جماعية. السوق راهن فورًا على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض الفائدة في ديسمبر، وبدأ العائد على الاستثمارات التقليدية في التراجع.

المال، بطبيعته، صادق جدًا، يذهب حيث يحقق أعلى عائد. والأهم من ذلك، أن السيولة التي كانت محتجزة في النظام البنكي لمواجهة الأزمات، الآن بعد أن تجاوزت مرحلة الخطر، بدأت تتجه نحو مجالات عالية المخاطر. يمكن فهم الأمر على أنه: عندما تملأ المياه البركة، ستفيض إلى القنوات المجاورة — والسوق المشفرة هو تلك القناة.

**مشاعر الذعر أصبحت إشارة للدخول**

عندما يشعر الناس بالخوف، يكون المال الذكي في وضعية التمركز. أجرى جامعة ميشيغان أحدث استطلاع، حيث انخفض مؤشر ثقة المستهلكين إلى أدنى مستوى له خلال ثلاث سنوات، وأكثر من 70% من الناس يخشون فقدان وظائفهم العام القادم. قد يبدو الأمر مخيفًا، لكن عند النظر إلى تصرفات المؤسسات — مثل شركة غرايسيد وغيرها من منصات إدارة الأصول المنظمة — نلاحظ أن حيازاتهم من الأصول المشفرة زادت بشكل واضح خلال الأسبوعين الماضيين.

المنطق بسيط: مع استمرار توقعات التضخم، وتآكل قيمة النقود في البنوك، وعدم استقرار سوق الأسهم، فإن الأصول التي تتمتع بخصائص مقاومة للتضخم تصبح مرغوبة أكثر. المؤسسات ليست غبية، فهي تسبق الأفراد في استشعار هذه الاتجاهات.